الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رغم قساوتها: نساء فرنانة تقهرن الظروف

نشر في  09 مارس 2015  (16:31)

 تحتضن الجبال كامرأة حنون... وتطلع إلى السماء طلبا للفرج والفرح... عزيزة هي بأنفة أهلها وتحديهم لقساوة الحياة.. هي فرنانة تلك الرابضة بين جبال جندوبة والصامدة في وجه منوال تنمية تناساها لعقود ولم تنل منه إلا الفتات الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

زرناها في اليوم العالمي للمرأة الأحد الفارط في تظاهرة صحية نظمها الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بالتعاون مع مندوبياته الجهوية بولايات الشمال وشارك فيها إطارات طبية وشبه طبية. زيارة تشرح النفس لجمال فرنانة وطيبة أهلها وتوجع القلب لقساوة الظروف على سكانها.    

عيادات مجانية للنساء..وللرجال أيضا نصيب

 الساعة تشير إلى التاسعة صباحا والمكان وسط معتمدية فرنانة وطقس يتأرجح بين الشتاء والربيع على خلاف توقعات الرصد الجوي الذي أنبأنا بالعواصف والزمهرير.. الحركة كانت على أشدها، إنه يوم السوق الأسبوعية، يوم تترك فيه النسوة بيوتهن ليتوجهن لقضاء ما يمكن أن تطاله أيديهن أمام قلّة ذات اليد وارتفاع هشيم الأسعار الذي أتى على الأخضر واليابس. وبمجرد أن ذاع خبر القافلة الصحية التي حلت بالجهة حتى تسارعت خطاهن نحو مركز رعاية الأم والطفل حيث حطت مصحتان متنقلتان الرحال وفتحت عيادات مجانية للمرأة في عيدها في محاولة للشد على أياد تورمت من شدة العمل وقلوب أنهكتها قساوة الطبيعة والطباع..

 ما هي أفضل وسيلة لمنع الحمل؟ ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية؟ كيف يمكن أن أحمي نفسي من سرطان الثدي؟ وما هي علامات الإصابة بسرطان عنق الرحم؟ هكذا تهاطلت أسئلتهن على الأطباء والقابلات وعيا منهن بخطورة بعض الأمراض وأهمية الوقاية منها. وقد أدلى المختصون بدلوهم في هذا المجال مقدمين النصح والإرشاد.

  ولم تقتصر الخدمات الطبية المقدمة إلى النساء وأمراضهن وإنما فتحت اختصاصات أخرى أبوابها للرجال والأطفال على غرار أمراض السكري وضغط الدم وطب الفم والأسنان وطب الأطفال كما تم توزيع بعض أدوية على المرضى وتوجيه آخرين نحو اختصاصات طبية أخرى.

الشباب..انقطاع مبكر عن الدراسة..فبطالة دائمة

غير بعيد عن مركز رعاية الأم والطفل وفي محيط السوق الأسبوعي بفرنانة، نصبت خيمتان للتحسيس والتوعية ببعض المظاهر الاجتماعية السلبية، وهنا كان للمراهقين والشباب حضور هام حيث تولى مختصون في التثقيف الصحي وأخصائيون نفسانيون الحديث معهم حول الانقطاع المبكر عن الدراسة والأمراض المنقولة جنسيا ومضار التدخين والعنف المسلط ضد المرأة.. مواضيع ناقشها الشباب الحاضر بكل تلقائية وعفوية مطالبين بتحسين ظروف عيشهم وتوفير التنمية ومواطن الشغل خاصة وهي مطالب استمع لها الحاضرون من إطارات الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري ومن المسؤولين الجهويين والمحليين..

التنمية..والتشغيل

 هذه البادرة التي أقرها الديوان الوطني للأسرة كنشاط محوري لاحتفاله باليوم العالمي للمرأة هي خطوة من خطوات حثيثة يجب أن تتواصل وتتسارع للخروج بفرنانة من مؤخر سلم التنمية الذي تقبع فيه. الاستثمار والتشغيل والصحة والبنية التحتية.. هذا ما تحتاجه فرنانة اليوم ليكون لأهلها حياة كريمة تحميهم من الخصاصة وقلّة ذات اليد وتوفر لهم حقوقهم الأساسية التي يضمنها لهم الدستور.      

إيمان فرحات